فكان بهذا الأمر أكرم صائن … حريم جميع الناس من آفة الدهر
ولولا ابن موسى كان في البعض شافعا … وقد نال شكر الشاكرين مع الأجر
لما سمحوا فيها بمركب بائع … ولا لاح فيها من جليس على الجسر
فيا ربنا أنعم علينا بنصرة … لسلطاننا الغوري والعسكر المصري
وأنعم بعود الكل في خير مقدم … إلى الأهل والأوطان في غاية الجبر
وصل على المختار من آل هاشم … محمد الهادي إلى الخير والبشر
كذا الآل والأصحاب والتبع الأولى … لهم غاية الإحسان في موقف الحشر
عليهم صلاة الله ما هبت الصبا … صباحا على عود وما غرد القمري
وناظمها العوفي يدعو لكل من … رأى عيب زيتوني وينعم بالستر
وفي يوم الجمعة خامس عشريه توفي الشيخ تاج الدين الذاكر ﵀ وكان من أعيان مشايخ الصوفية، وله شهرة طائلة بالصلاح والاستقامة بين الناس، وكان لا بأس به.
*****
وفي شهر رجب توفي الأمير طراباي أحد الأمراء العشراوات، وكان مستهله يوم الخميس فتوجه جماعة من نواب القضاة والكتاب والأعيان إلى بيت الأمير الدوادار نائب الغيبة وهنئوه بالشهر.
وفي يوم الخميس ثامنه توفي تغري بردي المعروف بالشمشماني وكان يدعي أنه من الأمراء العشراوات، قيل: إنه كان من جملة السقاة فمات من عدة أقاطيع ورزق مشترياته، وكان في سعة من الرزق، وكان ينسب إلى شح زائد وبخل.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة شخص من الأمراء العشراوات يقال له: مسايد، وكان مسافرا صحبة السلطان في التجريدة، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي.
وفيه دخل الأمراء الذين كانوا في نواحي الشرقية والغربية كما تقدم ذكر ذلك فرجعوا عندما أوفي النيل وتقطعت الطرقات بالمياه.
وفيه قلق الناس بسبب الفلوس الجدد فصارت البضائع تباع بسعرين، ووصل صرف النصف الفضة بالفلوس العتق إلى ستة عشر درهما وكانت الفلوس الجدد تصرف معاددة وهي في غاية الخفة، فتضرر الناس لذلك وغلقت الدكاكين بسبب ذلك وتشحط الخبز وسائر البضائع، وكادت أن تنشأ من ذلك غلوة.
وفيه وردت الأخبار بأن السلطان وصل إلى حلب فدخلها في يوم الخميس عاشر جمادى الآخرة. فكان لدخوله يوم مشهود، وقدامه الخليفة والقضاة الأربعة وسائر الأمراء