والأمير خدابردي نائب الإسكندرية أحد المقدمين وكان مقيما بها، والأمير قانصوه الشهير برجله أحد الأمراء المقدمين نائب قطيا وكان مقيما بها.
فلما أشرقت شمس يوم السبت خامس عشر ربيع الآخر المقدم ذكره انسحبت أطلاب الأمراء المقدمين المتوجهين صحبة الركاب الشريف، فكان أولهم طلب الأمير كرتباي أحد المقدمين، وهو الذي كان والي القاهرة، ثم طلب الأمير أقباي الطويل أمير آخور ثاني أحد المقدمين، ثم طلب الأمير علان بن قراجا الدوادار الثاني أحد المقدمين، ثم طلب الأمير بيبرس قريب السلطان، ثم طلب الأمير جان بلاط الشهير بالموتر، ثم طلب الأمير قانصوه كرت، ثم طلب الأمير تمر الحسني الشهير بالزردكاش، ثم طلب الأمير قانصوه ابن السلطان جركس، ثم طلب الأمير أنص باي بن مصطفى حاجب الحجاب، ثم طلب الأمير سودون الدواداري رأس نوبة النوب، ثم طلب المقر الناصري محمد، نجل المقام الشريف أمير آخور كبير، ثم طلب الأمير أركماس بن طراباي أمير مجلس وقد قرر أمير سلاح، ثم بعد ذلك مشى طلب الأتابكي سودون بن جاني بك الشهير بالعجمي وكان طلبه غاية في الحسن والترتيب.
فلما انقضى أمر الأطلاب خرج السلطان من باب الإصطبل الذي عند السلم المدرج، فخرج وقدامه النفير السلطاني المسمى بالبرغشي وهو في موكب عظيم قل أن يتفق لسلطان موكب مثل ذلك الموكب فكان في أول الموكب الأفيال الثلاثة وهي مزينة بأنواع الزينة، ثم ترادف العسكر المنصور بالشاش والقماش ثم الأمراء رؤوس النوب بالعصى يفسحون الناس، وقد ترادف الأمراء الطبلخانات والأمراء العشراوات قاطبة ثم أرباب الوظائف من المباشرين، منهم المقر القاضوي محب الدين محمود بن أجا كاتب السر الشريف، والقاضي ناظر الجيش محيي الدين عبد القادر القصروي، ومنهم ناظر الخاص علاء الدين ابن الإمام، والقاضي شهاب الدين أحمد بن الجيعان نائب كاتب السر ومستوفي ديوان الإنشاء الشريف، والقاضي شرف الدين الصغير ناظر الدولة الشريفة وكاتب العساكر المنصورة، والقاضي بركات بن موسى ناظر الحسبة الشريفة وأستادار الذخيرة، والشرفي يونس النابلسي كاتب جيش الشام وأستادار العلية كان، والقاضي أبو البقاء ناظر الإصطبل المعمور، وأولاد الجيعان كتاب الخزائن الشريفة، وأولاد الملكي كتاب استيفاء الجيش، وكاتب الزردخاناه، وغير ذلك من أرباب الوظائف من المباشرين، والشرفي يونس نقيب الجيوش المنصورة.