للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الأحد تاسعه حضر إلى الأبواب الشريفة العجمي الشنقجي، نديم السلطان الذي كان توجه بالأفيال إلى نائب الشام ونائب حلب وقد أبطأ مدة طويلة حتى أشاعوا موته غير ما مرة، فظهر أن السلطان أرسله إلى شاه إسماعيل الصفوي في الخفية في خبر سر بين السلطان وبين إسماعيل شاه كما أشيع ذلك بين الناس.

وفي يوم الاثنين عاشر ربيع الآخر خرج طلب السلطان. وكان من ملخص أمره أنه أخرج الطلب من الميدان قبل طلوع الشمس ومشى به من الرميلة ونزل من حدرة البقرة وطلع به من الصليبة، وكان ما اشتمل عليه ذلك الطلب أنه جر فيه خمس عشرة نوبة هجن بأطوار زركش وكنابيش وخمس عشرة نوبة بأكوار مخمل ملون، وأما الخيول فثلثمائة فرس، منها مائة فرس ببركستوانات فولاذ مكفت بذهب وجواغين مكفتة بالذهب وشيء مخمل ملون ومنها ثلاث طوايل بكنابيش زركش وسروج ذهب ومنها ثلاث طوايل بعراقي وسروج بداوي وطبول بازات. وكان في الطلب أربعة وعشرون تختا بأغشية حرير أطلس أصفر وكجاوتين مخمل بزركش وهما الجوشنان، وكان فيه ست خزائن بأغشية حرير أصفر، وكان فيه محفتان على البغال بأغشية حرير أصفر، وكان بالطلب خمسة رؤوس خيل خاصة منها اثنان بأرقاب مزركش وكنابيش وسروج بلور مزيكة بذهب وشيء عقيق وطبول بازات بلور مزيكة بذهب، وكان به فرسان بكنابيش وسروج ذهب عليها غواشي ذهب وعليها هلالات ذهب عوضا عن الطيور، وكان راكبا بالطلب بعض أمراء عشراوات رؤوس بالشاس والقماش، وبعض خدام من الطواشية، وكان راكبا به من المباشرين القاضي محمود بن أجا كاتب السر، والقاضي محيي الدين القصروي ناظر الجيش، والقاضي علاء الدين ابن الإمام ناظر الخاص، والقاضي شهاب الدين أحمد بن الجيعان كاتب السر، والقاضي أبي البقاء ناظر الإسطبل، والقاضي بركات بن موسى المحتسب، والقاضي شرف الدين الصغير كاتب المماليك وناظر الدولة، والشرفي يونس النابلسي الأستادار كان، والقاضي كريم الدين بن الجيعان، وأولاد الملكي وغير ذلك من المباشرين. ثم جاء الصنجق السلطاني وانجرت الكؤوسات والصناجق السلطانية والخليفة، وكان به أربعة طبول وأربعة زمور وعشرة أحمال كؤوسات، وكان عادة طلب السلطان أن يكون به أربعون حمل كؤوسات، فشق طلب السلطان من الرميلة واصطف العسكر والجم الغفير من الناس بسبب الفرجة على الطلب، فلما مر الطلب لم يعجب الناس واستقلوا الخيول التي به.

وقال من أدرك طلب الأشرف برسباي لما خرج إلى آمد: كان في طلبه أربعمائة فرس مزينة بالبركستوانات المخمل الملون والفولاذ، وميز بعض الناس يشبك الدوادار لما خرج

<<  <  ج: ص:  >  >>