"أعجوبة" قيل: إن امرأة ولدت له ولدا له رأسان وأربع أيدي وأربع أرجل، فلما شاهده السلطان تعجب منه وقيل: وقع مثل ذلك في زمن الإمام علي ﵁.
ومن جملة إنعام الله تعالى على المسلمين أن السلطان أبطل سفر العربان الذين أفردهم على البلاد الشرقية والغربية والصعيد، وقد تقدم القول على أن السلطان قصد أن يأخذ معه في التجريدة جماعة من الخيالة من فرسان العرب يكونون أمام العسكر وقت الحرب، فأحضر مشايخ العربان والكشاف، وأفرد عليهم نحو خمسمائة خيال وقيل: خمسة آلاف خيال، فنزلوا إلى البلاد قاطبة، وصاروا يفردون على كل بلد خيالين بمائة دينار وعلى البلد الكبيرة أربع خيالة بمائتي دينار. فلما سمع أهل النواحي من الفلاحين بذلك الأمر أخلوا البلاد وتركوا زروعهم في الأرض ورحلوا وخرب بعض بلاد في هذه الحركة
فلما بلغ الأمراء ذلك وقفوا للسلطان وشكوا له من ذلك، وأن غالب البلاد تخرب وأخلاها الفلاحون وأغلظ الأمراء على السلطان في القول وقالوا له: نسافر معكم وتخرب بلادنا فمن أين نأكل ونسدد ديواننا إذا سافرنا؟ فاستحى منهم السلطان وأمر بإبطال ذلك، وأخرج مراسيم شريفة إلى الكشاف ومشايخ العربان بإبطال ما كان قد رسم به في الأول، وإعادة ما أخذ من الفرحين بالنواحي. فخرجت المراسيم الشريفة إلى البلاد بمنع ذلك، ولو استمر على قوله الأول لخربت مصر عن آخرها ووقع بها الغلاء العظيم من خراب البلاد. فلله الحمد على ذلك.
ومن الحوادث في هذه المدة أن السلطان صادر ابنة الأمير خاير بك كاشف الغربية أحد الأمراء المقدمين، وهي زوجة الأمير تاني بك الخازندار أحد الأمراء المقدمين، وهي التي كان وقع لها ذلك الأمر الفاحش المقدم ذكره … فلما صادرها قرر عليها مالا ثقيلا له صورة، فأرسل رسم عليها بجماعة من الطواشية. فلما تحققت ذلك شرعت في بيع جهازها وجميع ما تملكه من صامت وناطق.
وكان سبب ذلك أنه لما توفي والدها الأمير خاير بك تكلم الأعداء في حقها بأنها أخذت من موجود أبيها ثلاث قدور فيها مال جزيل له جرم، فأرسل خلفها فلما حضرت بين يديه سألها عن ذلك فأنكرت وحلفت أنها ما رأت تلك القدور الذهب التي اتهموها بها، فحنق منها السلطان وقال لها:"أنسيتي ذنبك؟ " يعني أمر الصبي الذي وجدوه عندها، فحلف السلطان إن لم تحضر بالمال الذي أخذته من مال أبيها وإلا يغرقها، وصمم على ذلك
فلما جرى ذلك شرعت في بيع جهازها لتورد المال الذي قرر عليها، فصار في كل يوم سبت وثلاثاء يحضر الزيني بركات بن موسى وجماعة من المباشرين ويبيعون قماشها مثل التركة. وقد وقع لابنة يشبك الدوادار زوجة الأمير قانباي أمير آخور كبير كهذه