للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير عشرة مائتي دينار، ولم يرسل للخليفة نفقة، فحصل له غاية المشقة وترامى على جماعة من الأمراء في أن يقرضوه مبلغا بربح، ودخل في جهته ديون كثيرة … ولم يتفق قط أن السلطان إذا سافر البلاد الشامية وصحبته الخليفة أن يخرج بلا نفقة، وكانت عادة جميع السلاطين أن برك الخليفة إذا سافر يكون على السلطان، وكان يرسل إليه خمسمائة دينار لأجل جوامك أتباعه، فلم يلتفت السلطان لشيء من ذلك وشح معه في أمر النفقة، وكان الخليفة مظلوما مع السلطان في هذه الواقعة. ثم أنه عرض المماليك القرانصة الشيوخ والعواجز وكتب منهم جماعة إلى الشرقية والغربية والصعيد وألزمهم أن يخرجوا بلا نفقة وكانوا نحو خمسمائة مملوك.

وفي يوم الثلاثاء سادس عشريه نزل السلطان من القلعة وتوجه إلى الريدانية، ورتب الفراشين كيف ينصبون الوطاق إذا برز السلطان للسفر، ورتب منازل الأمراء وكيف تكون منازلهم بالريدانية.

وفي ذلك اليوم رسم السلطان لولده أمير آخور كبير بأن يعمل برقه ويسافر صحبته، وكان في الأول رسم له بأن يكون مقيما بباب السلسلة إلى أن يحضر السلطان ثم بطل ذلك، ورسم له بأن يشرع في عمل برقه إلى السفر.

وفي يوم الجمعة تاسع عشريه، الموافق لسادس بشنس القبطي، خلع السلطان الصوف ولبس البياض. وكانت أول جمعة خوند زوجدة السلطان التي توفيت فصنع لها السلطان مادة حافلة وحضر هناك الخليفة والقضاة الأربعة. وجماعة من الأمراء المقدمين، وحضر قراء البلد قاطبة والوعاظ وكانت ليلة مشهودة بمدرسة السلطان التي بالشرابشيين.

*****

وفي يوم السبت مستهل شهر ربيع الآخر جلس السلطان بالميدان، وطلع إليه الخليفة والقضاة الأربعة فهنوه بالشهر الجديد وعادوا إلى دورهم.

وفي ذلك اليوم خلع السلطان على ولد المهتار حسن الشربدار الذي تقدم ذكر وفاته وقرره في وظيفة أبيه في مهتارية الشرابخاناه عوضا عن أبيه بحكم وفاته.

وفي ثانيه فرق السلطان على مماليكه الجلبان لبوس الخيل من حرير ملون وخود وأتراس وبدلات ما بين زنود وركب فولاذ، وغير ذلك من آلة السلاح التي في الزردخانة، فتزاحمت عليه المماليك وصاروا يخطفون اللبوس الملاح بأيديهم، ولا يرضون بالذي يفرقه السلطان عليهم، فعجز عن رضاهم في ذلك اليوم وكثر تنمردهم في هذه الأيام إلى الغاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>