كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور - ت محمد مصطفى

ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة - ذكر سلطنة الملك المظفر سليم خان - ج: 5 - ص: 197

وقبض على ابن عمّه صقر (١)، وقبض على ابن أخى الجويلى (٢) وسجنوهم فى البرج. وكان شيخ العرب أحمد بن بقر أتى ليقابل ابن عثمان، فلما رأى ما جرى على مشايخ العربان هؤلاء رجع بعد أن دخل إلى القاهرة ومضى إلى الشرقية، وقد شمت بحسن بن مرعى كل أحد من الناس الذى سجن، فإنه كان سببا لمسك السلطان طومان باى حتى شنق، والمجازاة من جنس العمل. - وفى أواخر هذا الشهر توفى صاحبنا القاضى أبو الفتح السراجى أحد نواب الحنفية رحمة الله عليه، وكان عالما فاضلا نحويا بارعا فى النحو، وكان له شعر جيد وألّف عدّة كتب، وكان من الأفاضل فى عصره عارفا بطريقة (١٠٣ آ) (٣)

---

(١) صقر: سقر.
(٢) أخى الجويلى: أخو الجولى.
(٣) ١٠٣ آ: كتب المؤلف ما يأتى على الورقة رقم ١٠٢ وألصقها فى الأصل بين الورقتين رقم ١٠١ ورقم ١٠٣.
(١٠٢ آ) الحمد لله وحده، من نظم الأديب البارع ناصر الدين محمد بن قانصوه من صادق فى الجراكسة قوله من أبيات فيما وقع لهم:
نسل جركس يا له نسب … مذ إلى غسان ينتسب
ملكوا مصرا وأولهم … ملك برقوق وانجلبوا
واستمر الملك إرثهم … وهموا من قبل فيه ربوا
وخيول العز تحتهم … بسروج كلها ذهب
وملوك الأرض ترهبهم … من سطاهم والسطا عجب
لو أرادوا الراسيات من ال … أرض جذبا بالقنا جذبوا
وهموا فى نظم عزهم … جوهر أو لؤلؤ رطب
واستمروا فى النظام إلى … زمن الغورى فانتكبوا
ذهبوا مذ أظلموا وسروا … فيه عن طريق الهدى ذهبوا
وانمحى ذلك النظام ومن … نظم ذاك العز قد سلبوا
أصل سلب العز خلفهم … فلهذا أسلبوا وسبوا
معه ساروا إلى حلب … لقتال الروم وانتدبوا
والتقوا فى دابق وهموا ما … يتا ألف وما غلبوا
ذكروا الأروام ثارهم … مع قايتباى فالتهبوا
وسيوف التار فى يدهم … وبها أعناقهم ضربوا
قد أراد الله نصرتهم … فيهمى من بعد ما غلبوا
وأتوا مصرا ودورهم … خربوا من بعد ما نهبوا -