الإسكندرية ثلاثة أيام لا غير، وقيل دخل عليه جملة تقادم من مشايخ العربان بالغربية ما بين خيول وجمال وأغنام وأبقار وغير ذلك. فلما حضر أتى إلى المقياس وشقّ من على الروضة بالمراكب، فانطلقت له النساء من الطيقان بالزغاريت. - وفى يوم الثلاثاء سادس عشرينه عرض يونس باشاه، الذى قرّر نائب السلطنة بمصر، فعرض عسكر ابن عثمان فى ذلك اليوم، وأشيع أن ابن عثمان قد طرقته أخبار رديّة بسبب الصوفى أنه قد زحف على بلاده وملك منها عدة بلاد.
وفى يوم الجمعة تاسع عشرين جمادى الأولى خرج إلى السفر إلى إسطنبول الشيخ زين العابدين ابن قاضى القضاة الشافعى كمال الدين الطويل، فكثر عليه الأسف والحزن فإنه كان محبّبا للناس. وخرج ولى الدين البتنونى ناظر المواريث، وخرج الناصرى محمد بن الكويز المتحدّث فى المواريث أيضا، وآخرون من مباشرى (١) المواريث.
وخرج جماعة من الزردكاشية منهم: يحيى بن يونس ومحمد العادلى المعروف بابن البدويّة وزين العابدين بن محمود الأعور وأحمد بن الهواوينى (٢) وآخرون من صنّاع الزردخاناه.
وخرج إبراهيم مقدّم الدولة، وخرج جماعة من مباشرى (٣) الحوشخاناه.
وفى أثناء هذا الشهر توفى تقى الدين بن الطرينى كاتب الشعير بالشون السلطانية، وكان لا بأس به. - وفى يوم السبت سلخ هذا الشهر طلع ابن أبى الرداد ببشارة النيل المبارك، وجاءت القاعدة ثمانية أذرع وستة عشر أصبعا، وكانت القاعدة فى العام الماضى لما أخذ قاع النيل جاءت القاعدة اثنى عشر ذراعا، حتى عدّ ذلك من النوادر الغريبة.
وفى جمادى الآخرة كان مستهلّ الشهر يوم الأحد، ففى ذلك اليوم كان أول المناداة على النيل المبارك فزاد ثلاثة أصابع. - وفى ذلك اليوم أشيع أن السلطان سليم شاه أخلع على وزيره يونس باشاه، وقرّره نائبا عنه بمصر وأعمالها إذا سافر إلى بلاده. فلما تقرر يونس باشاه فى اليابة بمصر وأشيع سفر ابن عثمان ظهر
(١) وآخرون من مباشرى: وآخرين من مباشرين. (٢) أحمد بن الهواوينى: كذا فى الأصل، ولعله أحمد بن الهوارى. (٣) مباشرى: مباشرين.