للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحبته الناصرى محمد بن العلاى على بن خاص بك صهر الخليفة، وخرج الشرفى يونس ابن الأتابكى سودون العجمى، وآخرون من الأعيان، فتوجّهوا إلى بولاق ونزلوا من هناك فى المراكب ليتوجّهوا إلى ثغر رشيد، فحصل للناس على فقد أمير المؤمنين من مصر غاية الأسف، وقالوا: قد انقطعت الخلافة من مصر وصارت بإسطنبول. وهذه من الحوادث المهولة. [فاستمرّ الخليفة مقيما بالمركب ببرّ بولاق إلى يوم الثلاثاء تاسع عشره، فعوّم فى أثناء ذلك اليوم من بولاق. ثم إن الخليفة عوّم من بولاق] (١) وتوجّه إلى رشيد، ثم بعد ذلك وردت الأخبار أن الخليفة لما وصل إلى ثغر رشيد أقام به.

وجماعة من الذين سافروا دخلوا إلى ثغر الإسكندرية، فوجدوا الصهاريج التى (٢) بها مشحوتة من المياه، فبلغ ملء كل كراز هناك خمسة أنصاف، وذلك من كثرة الخلق التى (٢) اجتمعت هناك، ولا سيما لما دخل إليها عسكر ابن عثمان. - وأشيع أن السلطان سليم شاه لما أن دخل إلى ثغر الإسكندرية رسم بأن الجماعة الذين (٣) أتوا من مصر يسجنوا فى الخانات وفى أبراج الإسكندرية إلى أن يتكاملوا ثم يسافرون (٤) دفعة واحدة، فوضعوهم فى الأبراج ونساءهم فى الخانات، فقاسوا مشقّة عظيمة بسبب ذلك.

[وخرج فى عقيب ذلك مقدّم المماليك سنبل العثمانى ونائبه جوهر وسافرا إلى إسطنبول، وقيل توجّه سنبل إلى بيت المقدس من بعد ذلك] (٥).

وفى يوم الجمعة ثانى عشرين جمادى الأولى خرج إلى السفر إلى إسطنبول الشهابى أحمد ناظر الجيش، وهو ابن الجمالى يوسف ناظر الخاص، وخرج صحبته بدر الدين ابن أخيه كمال الدين، وخرج ناصر الدين الغزّى موقّع الدرج، وخرج جانى بك دوادار طراباى، ويحيى بن الطنساوى، وخرج القاضى شرف الدين بن روق.

وفى يوم الجمعة المقدّم ذكره حضر السلطان سليم شاه من ثغر الإسكندرية، فكانت مدة غيبته فى هذه السفرة خمسة عشر يوما ذهابا وإيابا، وقيل إنه أقام بثغر


(١) فاستمر … من بولاق: كتبها المؤلف في الأصل على الهامش.
(٢) التى: الذى.
(٣) الذين: الذى.
(٤) يسافرون: يسافروا.
(٥) وخرج … من بعد ذلك: كتبها المؤلف فى الأصل على الهامش.