٢٩ - «وأن المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».
الواقع في القبور أشياء: الفتنة، والعذاب، والضغطة، والمراد بالفتنة سؤال الملكين منكر ونكير الميت، واسمهما ثابت بالسنة، فلا التفات لقول المنكرين، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قبر الميت أو قال أحدكم؛ أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر، والآخر النكير،،،»(١).
وفي الحديث الصحيح عن البراء بن عازب عن النبي ﷺ قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (٢).
ويسأل المؤمن والكافر والمنافق، فلا مفهوم لقوله «وأن المؤمنين يفتنون»، قال الشيخ أبو الحسن:«ظاهر كلام الشيخ أن الكافر لا يسأل، وهو كذلك عند ابن عبد البر، وقال القرطبي وابن القيم يسأل، واتفقوا على أن المنافق يسأل»، انتهى.
قلت: والحق أن الجميع يسأل، فقد جاء في الصحيح عن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: «إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟، لمحمد ﷺ، فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه