الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩]، وفصلت في قوله تعالى آخر سورة لقمان: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾ [آخر لقمان]، كما جاء تفسير مفاتح الغيب بتلك الأمور الخمسة في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن عمر.
ولما سأل جبريل ﵇ النبي ﷺ عن الساعة؛ أجابه بقوله:«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»(١)، لكنه حين سأله عن أماراتها قال:«أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان»(٢)، وأخبر أنها تقوم يوم الجمعة، ونزول القرآن من علامات الساعة لكون النبي ﷺ آخر الأنبياء، وقد قال:«بعثت أنا والساعةَ كهاتين»(٣)، كما أن نزول عيسى ﷺ من علامات الساعة كما قال الله تعالى:«وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها»، وقيل الضمير يرجع إلى القرآن، ولها علامات صغرى وكبرى ألف في تفاصيلها العلماء كتبا.
وقد قال رسول الله ﷺ:«من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انشقت»، و «إذا السماء انفطرت»(٤).
٢ - وأما البعث فإن الله تعالى إذا أفنى العالم بعث الخلق من جديد، وهو المراد بيوم القيامة، ولذلك قال المؤلف «وأن الله يبعث من يموت، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)﴾ [الحج: ٦ - ٧]، ولا خصوصية لمن في القبور، والتعبير بذلك بحسب الغالب، فإن كل الموتى يبعثهم الله كما في قوله سبحانه: ﴿وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [الأنعام: ٣٦]، وقوله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٣٨].
(١) رواه مسلم (٨). (٢) انظر ما قبله. (٣) رواه مسلم (٨٦٧). (٤) رواه الترمذي والحاكم عن ابن عمر.