٤ - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «بينما نحن جُلوسٌ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، إذ دخل (١) رجلٌ على جمل، ثم أناخَهُ في المسجد، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثم قال [لهم](٢) : أيُّكُمْ محمدٌ؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - مُتَّكِئٌ بين ⦗٢١٨⦘ ظَهْرانَيْهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيضُ المتَّكئُ، فقال له [الرجل](٣) : ابن عبد المطَّلب؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجبتُك» . فقال الرَّجل [للنبي](٤) : إنِّي سائِلُك فمشدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تجِدْ عَليَّ في نفسك، قال:«سلْ عمّا بدا لك» . فقال أسألك بربك وربِّ من قَبْلَكَ، آللهُ أرْسلك إلى الناس كلِّهم؟ قال:«اللهم نعم» . قال: أنشُدُك بالله: آللَّهُ أمرك أن تُصليَ الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال:«اللَّهم نعم» . قال: أنشدُك بالله، آللَّهُ أمركَ أن تصوم هذا الشهر من السَّنَة؟ قال:[اللهم](٥) نعم» . قال: أنشدك بالله، آللَّهُ أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا، فتقْسِمها على فقرائنا؟. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم نعم» . قال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي، أنا ضِمامُ بنُ ثَعْلبَة، أخو بني سعْد بن بكْرٍ. هذا لفظ البخاري.
وأخرجه مسلم، وهذا لفظه، قال أنس - رضي الله عنه -: نُهينا في القرآن أن نسألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، فكان يُعْجِبُنا أنْ يَجيءَ الرَّجُلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسألَهُ ونحن نسمعُ، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمدُ، أتانا رسولُك، فزعم لنا أنك تزعُمُ أنَّ الله أرسلك، فقال:«صدَقَ» . ⦗٢١٩⦘ قال: فَمن خلق السماء؟ قال:«الله» . قال: فمن خلق الأرض؟ قال:«الله» . قال: فمن نَصَبَ هذه الجبالَ وجعل فيها ما جَعَلَ؟ قال:«الله» . قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض، ونصبَ هذه الجبال، آللَّهُ أرسلك؟ قال:«نَعَمْ» . قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال:«صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» . قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا؟ قال:«صَدَق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» ، قال: وزعم رسولُك أن علينا صوم شهر رمضان في سَنتنا؟ قال:«صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» ، قال: وزعم رسولك أنَّ علينا حَجَّ البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال:«صدق» . قال: [فبالذي أرسلك. آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» . قال] (٦) : ثم ولَّى، وقال: والذي بعثك بالحق لا أزيدُ عليهنَّ، ولا أنقُصُ منهن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لئن صدق ليدخلنَّ الجنة» .
وأخرجه الترمذي مثل رواية مسلم.
وأخرجه النسائي مثل رواية البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود منه طرفًا من أول رواية البخاري إلى قوله إنِّي سائِلك، ثم قال- وساق الحديث - ولم يَذْكُرْ لَفظهُ (٧) . ⦗٢٢٠⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
متكئ: قال الخطابي: كل من استوى قاعدًا على وَطاءٍ (٧) فهو متكئ، والعامة لا تعرف المتكئ، إلا من مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه.
فلا تَجدُ: يقال: وَجدتُ عليه أَجد موجدة - إذا غضبتُ عليه، يقول له: إني سائِلكَ فلا تغضب من سؤالي.
أَنشدك: يقال: نشدتُك بالله، ونَشَدْتُكَ اللهَ، أي سألتُك به، وأصله من النشيد، وهو رفع الصوت، فكأن معناه: طلبتُ إليك بالله برفع نشيدي: أي صوتي بطلبها.
(١) في البخاري: دخل. (٢) زيادة من البخاري. (٣) زيادة من البخاري. (٤) زيادة من البخاري. (٥) زيادة من البخاري. (٦) ما بين المعقفين زيادة لم ترد في صحيح مسلم. (٧) البخاري في العلم: باب القراءة والعرض على المحدث ١/١٣٩، ١٤١، ومسلم في الإيمان - باب ⦗٢٢٠⦘ السؤال عن أركان الإسلام رقم (١٢) ، والترمذي في الزكاة - باب ما جاء إذا أديت الزكاة رقم (٦١٤) ، والنسائي: في الصوم - باب وجوب الصيام ٤/١٢١، ١٢٤، وأبو داود في الصلاة - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد رقم (٤٨٦) . (٨) الوطاء: ما انخفض من الأرض بين النشاز والإشراف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: رواه عن أنس شريك بن عبد الله بن أبي نمر: أخرجه أحمد (٣/١٦٨) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» (١/٢٤) ، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، و «أبو داود» (٤٨٦) ، وابن ماجة (١٤٠٢) ، والنسائي (٤/١٢٢) ، ثلاثتهم عن عيسى بن حماد المصري. وابن خزيمة (٢٣٥٨) ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا النضر بن عبد الجبار، ويحيى بن بُكَير. ستتهم (حجاج، وابن يوسف، وعيسى، وابن وهب، والنضر، وابنُ بُكير) عن الليث بن سعد، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن شريك، فذكره. - ورواه عن أنس ثابت البناني: أخرجه أحمد (٣/١٤٣) ، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وفي (٣/١٩٣) ، قال: حدثنا بهز وعفان، عبد بن حميد (١٢٨٥) ، قال: حدثنا هاشم، والدارمي (٦٥٦) ، قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد، ومسلم (١/٣٢) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا هاشم، وفيه (١/٣٢) ، قال: حدثني عبد الله ابن هاشم العبديّ، قال: حدثنا بهز. والترمذي (٦١٩) ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الحميد، والنسائي (٤/١٢١) ، قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عامر اللعقديّ. خمستهم (هاشم، وبهز، وعفان، وعلي، والعقدي) عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره.