وخَلَّوْني بمعترك (٤) المنايا … وقد شُرعت أسِنَّتُها لنحري
كأنِّي لم أكن فيهم وسيطًا … ولم تكُ نسبتي في آلِ عَمْرِو (٥)
ويقال: إن هذا الشعر لمحمد بن القاسم الثقفي، وإنَّما تمثَّل به العَرْجيّ.
وقال إسحاق المولى: غَنَّيتُ الرشيدَ يومًا: أضاعوني، الأبيات، فقال: هذا لمن؟ قلت: للعَرْجيّ. وأخبرتُه خبرَه وما جرى عليه، فتغيَّر وجهُه، وغضب، وقال: وما جرى على مَنْ فعل به ذلك؟ قلت: إن الوليد بن يزيد قتلَ محمدًا وأخاه إبراهيم. فأسفرَ وجهُه وقال: واللهِ لولا ما (٦) أخبرتني بأن الوليد قتلهما لما تركتُ أحدًا من بني مخزوم إلا قتلتُه.
وقال الزُّبير بن بكَّار: كان أبو السائب المخزوميُّ ظريفًا، سمع منشدًا يُنشد بمكةَ قولَ العَرْجيّ:
(١) في "الأغاني" ١/ ٤١١ و ٤١٢: بلقاء. (٢) الدُّمْث: جمع دمثاء، وهي الأرض السهلة اللينة. (٣) في "الأغاني" ١/ ٤١١: خِناقي. والأبيات الثلاثة الأولى في "تاريخ دمشق" ٣٧/ ١٣٤ - ١٣٥. (٤) في المصدر السابق ١/ ٤١٣: وصبر عند معترك. (٥) المصدر السابق، وتاريخ دمشق ٣٧/ ١٣٥. وينظر "نسب قريش" ص ١١٨. (٦) في (ب) و (خ): لا، بدل: لولا ما. والمثبت من "الأغاني" ١/ ٤١٦، والخبر فيه بنحوه.