وقال ابن سعد. كان مطرف يلبس البَرانِسَ والمطارف، ويركب الخيل، ويغشى السلطان، غير أنك كنت إذا أفضيتَ إليه أفضيتَ إلى قُرَّةِ عين، وتزوَّج امرأة على عشرين ألفًا وزيادة (١).
[وروى عنه أبو نعيم أنه] قال: ما مَدحَني أحدٌ إلا تصاغَرت نفسي إليّ (٢).
[وروى عنه ابن أبي الدنيا أنه] وقف بعرفة وقال: اللهم لا تَرُدَّ هذا الجمعَ من أجلي.
ومات له ابن اسمه عبد الله، فخرج على الناس في ثيابٍ حسنة وقد ادَّهن، فغضبوا وقالوا: يموت عبد الله ويخرج في مثل هذه الثياب؟! فقال: أفأستكين لها وقد وعدني ربي ﵎ عليها ثلاث خصال؛ كلّ خَصلة أحب إليّ من الدنيا وما فيها، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٥٦](٣).
وكان يقول: حال ذِكْر النارِ بيني وبين الجنة.
[وروى عنه ابن أبي الدنيا أنه كان يقول:] لو علمتُ متى أجَلي لخشيتُ على ذهاب عقلي، ولكن الله مَنَّ على عباده بالغفلة عن الموت، ولولا الغفلة ما تهنّى أحد بعيش، ولا قامت بينهم الأسواق.
وكان يقول: إذا استوت علانية العبد وسريرتُه قال الله تعالى: هذا عبدي حقًّا.
[وروى عنه أبو نعيم أنه] كان يقول: اللهم ارضَ عنا، فإن لم ترضَ عنا فاعفُ عنا؛ فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو غير راضٍ عنه (٤).
وقال: إن أقبح ما طُلبت به الدنيا عمل الآخرة.
وكان مجاب الدعوة؛ [وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن الحسين بإسناده إلى] حُميد بن هلال قال: كان بين مطرِّف وبين رجل من قومه شيء، فكذب على مُطَرّف، فقال له مطرِّف: إن كنت كاذبًا فعَجَّل الله حَتْفَك. فمات الرجل مكانَه، فاستعدى أهلُه
(١) "طبقات ابن سعد" ٩/ ١٤٥. (٢) "حلية الأولياء" ٢/ ١٩٨. (٣) "المنتظم" ٦/ ٢٨١، و"تاريخ دمشق" ٦٧/ ٤٤٩. (٤) "حلية الأولياء" ٢/ ٢٠٧ وما بين معكوفين من (ص).