يريد: دعاء الناس للمُلُوكِ بالحياةِ، وقال بعضُ العلماء: وَتَحِيَّتُهُمْ يريد: تسليم اللَّه تعالَى عليهم، والسَّلام: مأخوذً من السَّلامة، وَآخِرُ دَعْواهُمْ: أي: خاتمةُ دعائهِم وكلامِهِمْ في كلِّ موطِنٍ حَمْدُ اللَّه وشُكْرُهُ، عَلَى ما أسبغ عليهم من نعمه، وقال ابن العربيِّ في «أحكامه»«٢» . في تفسير هذه الآية قولان:
الأول: أَنَّ المَلَكَ يأتيهم بما يشتهون، فيقول: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ، أي: سَلِمْتُم، فَيَرُدُّون عليه، فإِذا أكلوا، قالوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
الثاني: أنَّ معنى «تَحِيَّتُهُمْ» : أي: تحيَّة بعضهم بعضاً، فقد ثبت في الخبر:«أن اللَّه تعالى خلق آدَمَ، ثم قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلى أُولَئِكَ النَّفَر مِنَ المَلاَئِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا لَهُ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»«٣» ، وبَيَّنَ في القرآن هاهنا أنها تحيتهم في الجنّة،
(١) البيت لزهير بن جناب في «إصلاح المنطق» ص: (٣١٦) ، و «الأغاني» (١٨/ ٣٠٧) ، و «الشعر والشعراء» (١/ ٣٨٦) ، و «لسان العرب» (١١/ ٤٦) (بجل) ، (١٤/ ٢١٦) (حيا) ، و «المؤتلف والمختلف» ص: (١٣٠) ، وبلا نسبة في «خزانة الأدب» (٥/ ٢٩٩) ، و «شرح التصريح» (١/ ٣٢٦) ، و «شرح ديوان الحماسة» للمرزوقي: ص (١٠٠) ، و «لسان العرب» (١٤/ ٢١٧) (حيا) . (٢) ينظر: «أحكام القرآن» (٣/ ١٠٥٠) . (٣) تقدم تخريجه.