فلمّا قدِموا اليمامة ارْتَدَّ عَدُوُّ اللَّه وتَنَبَّأَ، وقال: إنّي أُشْرِكتُ فِي الأمر مَعَ مُحَمَّد، ألم يقل لكم حين ذكرتموني لَهُ:"أما إنه ليس بأشرِّكم مكَانًا"؟ وما ذَلِكَ إلّا لِما يعلم أنّي قد أُشركت معه. ثمّ جعل يَسْجَع السَّجعات فيقول لهم فيما يَقُولُ مُضاهاةً للقرآن: لقد أنعم اللَّه عَلَى الْحُبُلِىِّ، أخرج منها نَسَمةً تَسْعَى، من بين صِفاقٍ١ وحَشى. ووضع عَنْهُمْ الصلاة وأحلّ لهم الزِّنا والخمر. وهو مَعَ ذَلِكَ يشهد لرَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ نبيّ. فأَصْفَقَتْ معه بنو حَنِيفة عَلَى ذَلِكَ.
وقال خ: ثنا الصّلت بْن مُحَمَّد، نا مهديّ بْن ميمون، سَمِعَ أَبَا رجاء؛ هُوَ العُطَارِدِيّ؛ يَقُولُ: لَمَّا بُعث النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسمعنا به، لحقنا بمسيلمة الكذاب؛ لحقنا بالنار؛
١ الصفاق: الجلد الأسفل تحت الجلد الذي عليه الشعر. ٢ أخرجه البخاري في "المناقب" "٤/ ١٨٢"، ومسلم في "الرؤيا" "٢١/ ٢٢٧٣". ٣ أخرجه البخاري في "المناقب" "٤/ ١٨٢"، ومسلم في "الرؤيا" "٢١/ ٢٢٧٣" وغيرهما.