"إنه شهد بدرا، وما يدريك لعل الله -تعالى- اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"(١).
أخرجه البخاري عن قتيبة، ومسلم عن ابن أبي شيبة، وأبو داود عن مسدد، كلهم عن سفيان.
أبو حذيفة النهدي: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن ابن عباس، قال: قال عمر: كتب حاطب إلى المشركين بكتاب فجيء به إلى النبي ﷺ فقال: "يا حاطب ما دعاك إلى هذا"؟ قال: كان أهلي فيهم وخشيت أن يصرموا عليهم، فقلت: أكتب كتابا لا يضر الله ورسوله. فاخترطت السيف فقلت: يا رسول الله، أضرب عنقه فقد كفر. فقال:"وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". هذا حديث حسن.
وعن ابن إسحاق نحوه، وزاد: فنزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [الممتحنة: ١].
وعن ابن إسحاق، قال: وعن ابن عباس، قال: ثم مضى رسول الله ﷺ لسفره، واستعمل على المدينة أبا رهم الغفاري. وخرج لعشر مضين من رمضان. فصام وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد، بين عسفان وأمج أفطر.
اسم أبي رهم: كلثوم بن حصين.
وقال سعيد بن بشير، عن قتادة: أن خزاعة أسلمت في دراهم، فقبل رسول الله ﷺ إسلامها، وجعل إسلامها في دارها.
وقال سعيد بن عبد العزيز، وغيره: إن رسول الله ﷺ أدخل في عهده يوم الحديبية خزاعة.
(١) صحيح: أخرجه الحميدي "٤٩"، وأحمد "١/ ٧٩"، والبخاري "٣٠٠٧" و"٤٢٧٤" و"٤٨٩٠"، ومسلم "٢٤٩٤"، وأبو داود "٢٦٥٠"، والترمذي "٣٣٠٥"، والطبري في "جامع البيان" "٢٨/ ٥٨"، وأبو يعلى "٣٩٤" و"٣٩٨"، والبيهقي في "السنن" "٩/ ١٤٦" وفي "دلائل النبوة" "٥/ ١٧" من طرق عن سفيان، به. وروضة خاخ: موضع قرب حمراء الأسد من المدينة. عقاصها: ضفائرها، جمع عقيصة أو عقصة. وقيل: هو الخيط الذي تعقص به أطراف الذوائب. والأول أوجه.