ساد استخدام (الميز) في الاستعمال العسكري: للدلالة على الطعام ومكانه. وهو في أصل وضعه الأعجمي:(ميْس) بالسين، وقد أشارت بعض المراجع الإنجليزية أن (Mess) تدل على: المقدار من الطعام، وعلى المائدة المشتركة، وعلى مجموعة أشخاص يتناولون طعامهم معا (٣) .
ونظرا للتقارب الصوتي بين الاستعمال اللهجي السائد:(ميْز) بالزاي، وبين الاستعمال العربي الفصيح (ميْر) بالراء؛ فإن الأولى استخدام لفظة (ميْر) العربية؛ لأن (المِيَرة) : الطعام الذي يمتاره الإنسان (٤) ، وكل ما جُلب ليُتزود به ويُتقوّت، قال تعالى:{ونَميرُ أهلَنا}(٥) ، أي: نجلب إليهم الزاد والقوت، ومنه قول أبي ذؤيب:
أتى قرية كانت كثيرا طعامُها كرفخِ التراب كلُّ شيئ يمِيُرها (٦)
وقولهم في الأمثال:(ما عنده خير ولا ميْر) فـ (المير) : ما جُلب من المِيَرة، وهو ما يثتقوّت فيتزوّد به، أي: ليس عنده خير عاجل، ولا يُرجى أن يأتي بخير (٧) .
(٣) المورد: ٥٧٣. (٤) المجمل: ٦٥٦، والتوقيف على مهمات التعاريف: ٣٢٠، واللسان (مير) : ٥/ ١٨٨. (٥) سورة يوسف الآية: ٦٥. (٦) الزاهر في معاني كلمات الناس: ١/ ٥٠٧، وتفسير الخازن: ٢/ ٥٤٠. (٧) مجمع الأمثال: ٢/ ٢٨٥، وأدب الكاتب: ٤٦.