ومثل الألفاظ التي فيها التفضيل المطلق: كخير الراحمين، والغافرين، والرازقين، والناصرين؛ فكل هذه مختصة بالله , فتقول: يا خير الراحمين، ويا خير الغافرين تارة كذا , وتارة تقول: اللهم أنت خير الراحمين، واللهم أنت خير الغافرين. " أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين "[الأعراف: ١٥٥](١).
ومن القواعد: أنه لا يشتق لله من كل صفة أو فعل اسم (٢) , فلا يقال: إنه الغاضب، أو الغضبان، أو الراضي؛ كما أنه من باب أولى: لا يشتق له من فعل المكر ماكر , لكنه خير الماكرين , وهكذا مُدَمْدِم من " فدمدم عليهم ربهم "[الشمس: ١٤]، ومدمِّر من " فدمرناها تدميرا "[الإسراء: ١٦] , فلا يشتق لله - تعالى - من هذه أسماء.
لكن بعض الأفعال يمكن أن يكون الأمر فيها أوسع مثل: المنعم؛ فقد يقال: إنه صحيح , لأنه من معنى الرب، فالرب هو المنعم، ومن معانيه المنعم، فيتضمن أنه المنعم مطلقًا بجميع النعم (٣).
(١) فائدة: قال ابن القيم في (الفوائد) (٢٦): والأسماء المذكورة في هذه السورة - أي: سورة الفاتحة - هي أصول الأسماء الحسنى، وهي (الله) و (الرب) و (الرحمن)؛ فاسم (الله) متضمن لصفات الألوهية، واسم (الرب) متضمن لصفات الربوبية، واسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر؛ ومعاني أسمائه تدور على هذا. (٢) طريق الهجرتين (٢/ ٧١٩)، بدائع الفوائد (١/ ٢٨٤ - ٢٨٦). (٣) واختار هذا الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كما في السؤال الثاني من (ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين) للدكتور أحمد القاضي - حفظه الله -. المصدر: http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=f ٢٠ dmlbz وقد عدَّ (المنعم) من أسماء الله: جعفر الصادق، وابن منده. انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (٢٥٤).