عباد الله! ليلتكم هذه ليلة النصف عظيمةُ القدر، عجيبةُ الوصف، يطَّلع الله فيها على العباد، فيغفر لهم، ما خلا أهلَ العناد.
روي: أنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- "يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا المُشْرِكَ، وَالمُشَاحِنَ"(١).
وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:"يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ، إِلا اثنيْنِ: مُشَاحِنٌ، وَقَاتِلُ النَّفْسِ"(٢).
قَالَ ابن الجوزيِّ: المشاحِنُ: الذي بينه وبين المسلم عداوة.
وقد قَالَ الأوزاعي: هو الذي في قلبه شحناءُ لأصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنّه قَالَ: "خَمْسُ لَيَالٍ لا يُرَدُّ فِيهِنَّ
(١) رواه ابن ماجه (١٣٩٠) عن أبي موسى -رضي الله عنه-. (٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٧٦) عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.