قلت: التخريجُ إنّما هو لقوله: ثمانيَ - بلا تنوين -، وقد صرح هو بذلك في "التوضيح"، فلا وجه حينئذ للوجه الثّالث.
(وإني أن كنتُ أرجعُ (٤) مع دابتي أَحَبُّ إلي): إِنِّي - بكسر الهمزة وتشديد النون -، والياء اسمها، والخبر محذوف؛ لدلالة الحال عليه؛ أي: وإني (٥) فعلتُ ما رأيتموه.
و"أن" من قوله: "أن كنتُ" مصدرية، ولام العلّة محذوفة، والتاء من قوله:"كنتُ" اسم كان، وقوله:"أَنْ أرجع" بتأويل المصدر (٦) مرفوعٌ بالابتداء، خبرُه "أَحَبُّ إليَّ"، والجملة الاسمية خبر كان، هكذا ينبغي أن يعرب هذا الكلام، ومعناه: إنِّي فعلتُ ما رأيتموه من اتباع الدابة لأجل أن كُنْتُ رجوعُها (٧) أحبُّ إليَّ من تركها.
(فيشقَّ عليَّ): بالنصب عطفًا على المنصوب من قوله: أحبَّ إليَّ من أن أدعها، وبالرفع على معنى: فذلك يشقُّ عليَّ.
* * *
(١) في "ن": "إلى". (٢) "إلى" ليست في "ن". (٣) انظر: "شواهد التوضيح" (ص: ٤٧). (٤) كذا عند أبي ذر الهروي وغيره: "أن أرجع"، وفي اليونينية: "أن أراجع"، وهي المعتمدة في النص. (٥) في "ج": "وإني إن". (٦) في "ن": "مصدر". (٧) في "ع": "كان رجوعها".