أَيُّهَا الأخوة: من أعظم الأخطاء وأقبحها تساهل جار المسجد في الصلاة مع الجماعة، والله تعالى يقول:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَاءِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ}(٢).
يا الله يصلون جماعة! ! أمرٌ وهم في حال الخوف، فكيف بمن جدار بيته قريب من جدار المسجد وهو آمنٌ مطمئن ثم لا يحضر الجماعة؟ ! قال ابن المنذر:"ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف: دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب"(٣).
ثم لنُصغِ إلى هذا الحديث الصحيح الذي تُذَّكرنا به جدران المسجد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ،
(١) صحيح مسلم (٥٦٤). (٢) [النساء: ١٠٢]. (٣) الأوسط (٤/ ١٣٥).