أَيُّهَا الأخوة: والمؤمنُ الحقُ غيورٌ بلا شطط يغار على محارم الله أن تنتهك، وفي الحديث أن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال كلاماً بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دل على غيرته الشديدة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي»(٣)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»(٤) رواهما البخاري.
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا» رواه مسلم (٥).
أَيُّهَا الأخوة: وعلى هذا فمن أهم وسائل حفظ الأعراض وحراستها: الحجاب؛ فالحجاب - عباد الله - دليل على الفضيلة وقائد إلى الحشمة، وحماية للمجتمع من الفاحشة والرذيلة، ولذلك فرض الله على المسلمات ستر مفاتنهن، وعدم إبداء زينتهن، يقول سبحانه تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
(١) [النور: ١٩]. (٢) بتصرف من مقال أحمد أبو زيد. المصدر: مجلة التوحيد، عدد ذي القعدة ١٤٠٨ هـ، صفحة (٥٣) رابط الموضوع في الألوكة: https://www.alukah.net/sharia/٠/٨٤٢٨٢/#ixzz ٥ epBneSSR. (٣) متفق عليه؛ البخاري (٦٨٤٦)، ومسلم (١٤٩٩). (٤) متفق عليه؛ البخاري (٤٦٣٧)، ومسلم (٢٧٦٠). (٥) صحيح مسلم (٢٧٦١).