وقبل ذلك كُلِّه استنفارٌ للاجتماعِ للصلاة والذكر ولاستماع الموعظة.
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهم-، قَالَ:«لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نُودِيَ إِنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ»(٢).
وفي خطبته وبعد الصلاة الطويلة أمرهم -صلى الله عليه وسلم- أن يتعوذوا من عذاب القبر (٣).
وفي صلاة الخسوف والكسوف ركوعين مع سجودين في كل ركعة طوالٍ جداً قال الراوي:«فَرَكَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ»، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: «مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا»(٤).
يا الله .. ! ! ولعظمِ هذا الحدث نجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف ولفت أنظار النساء خاصةً! ! قال الراوي: ثُمَّ انْصَرَفَ - يعني: انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من صلاته - وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي
(١) صحيح البخاري (٢/ ٣٤ - ١٠٤٤). (٢) صحيح البخاري (٢/ ٣٤ - ١٠٤٥). (٣) صحيح البخاري ٢/ ٣٦ - ١٠٥٠). (٤) صحيح البخاري (٢/ ٣٦ - ١٠٥١).