وكأن تقابل شخصًا تحبه، فيسألك، ماذا بيدك فتجيبه قائلًا، هذا كتابي: أنيسي في وحدتي، ورفيقي فيغربتي، فلا تكتفي بقولك:"كتاب"؛ لأن السؤال عن جنس ما بيدك، وتذكر المسند إليه رغبة منك في إطالة الحديث معه:
وقد يكون الغرض منه ذكر المسند إليه هو إظهار التعجب منه، لأن الحكم غريب يندر وقوعه، وذلك كقوله - عن إنسان سبق الحديث عنه - فلان يصارع الأسود، أو فلان عبر المحيط.
وقد يكون الغرض من ذكر المسند إليه - مع وجود القرنية الدالة عليه - هو قصد التسجيل على السامع بين يدي القاضي، حتى لا يكون له سبيل إلى الإنكار، وذلك كأن يقول القاضي لمن شاهد واقعة: هل أقر هذا بأن عليه لفلان كذا من المال؟ فيجيب الشاهد: نعم، أقر فلان أمامي بكذا، فيذكر اسمه لئلا يجد المشهود عليه سبيلًا إلى الإنكار، إذا لم يذكر اسمه، بأن يقول للقاضي - مثلًا - عند التسجيل عليه كتابة: إنما فهم الشاهد أنك أشرت إلى غيري فأجاب بما أجاب (١).
* * *
وقد يكون الغرض من ذكر المسند إليه هو: حرص المتكلم على أن يضيف إليه الخبر واضحة ومؤكدة (٢).