وقال الله تعالى:{وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}(١)، فقد أسند إخراج الأثقال إلى الأرض، لأنها مكان الإخراج، والفاعل الحقيقي لهذا الإخراج هو الله تعالى فهو مجاز عقلي علاقته المكانية.
[٦ - السببية]
وهي: أن يسند للفعل إلى سببه: ومن أمثلتهم لهذه العلاقة قولهم: "محبتك جاءت بي إليك، فالمحبة لم تجيء بك، وإنما أنت الذي جئت بسبب هذه المحبة، فإسناد المجيء إلى المحبة مجاز عقلي علاقته السببية.
قال الله تعالى:{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ}(٢) فأسند التدبيح إلى فرعون، وليس فاعلًا حقيقيًا له، وإنما هو آمر فقط بالتدبيح، فهو سبب فيه، ولهذا فإن الإسناد مجاز عقلي علاقته السببية.
وقال تعالى:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}(٣) فأسند زيادة النفور إلى النذير وليس فاعلًا حقيقيًا له، فهو مجاز عقلي علاقته السببية.
ومنه قوله تعالى:{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}(٤) أسند زيادة الإيمان إلى الآيات لأنها سبب فيها.
ومنه قول أبي الطيب:
وتحيى له المال الصوارم والقنا ... ويقتل ما تحيي التبسم والجدا