أحدٍ أو يدعو لأحدٍ قنت بعد الركوع، فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده: «اللهم أنج الوليدَ بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن [أبي](١) ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهمَّ اشدد وطأتك على مضر، واجعلها [عليهم] سنين كسني يوسف» (٢) يجهرُ بذلِك.
وكان يقول في بعض صلاتِه في صلاة الفجر:«اللهمّ العن فلاناً وفلاناً» لأحياء من العرب، حتى أنزل اللهُ -عزَّ وجلَّ-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآية (٣) .
ويستأنس له بقول شيخِنا (٤) -رحمه الله- في حديث:«أيّما مؤمن سببتُه أو جلدتُه، فاجعل ذلك كفارةً له يوم القيامة»(٥) : «ما أظنه يشمل ما وقع منه بطريق التعميم لغير معيّن، حتى يتناول مَن لم يدرك زمنه - صلى الله عليه وسلم -» . انتهى.
على أنه قد جاء في «صحيح مسلم» من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، أنَه - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذات يومٍ من العالية حتى إذا مرَّ بمسجد بني معاوية، دخل فركع ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربّه طويلاً، ثم انصرف إلينا فقال:«سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدةً، فسألتُ ربي أن لا يُهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسَهم بينهم فمنعنيها»(٦) .
(١) سقط من الأصل، وهو بخط المصنف، وأثبته من مصادر التخريج، وانظر التعليق على (ص ١٩٦) . (٢) مضى تخريجه (ص ١٩٦) . (٣) مضى تخريجه (ص ١٩٦) . (٤) في «بذل الماعون» (ص ١٣٢ وما بعد) . (٥) مضى تخريجه (ص ١٩٦) . (٦) مضى تخريجه (ص ٢٠١) .