قلت: لا، بل مالي، قال:«فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو أعطيت فأمضيت، وسائره لمواليك»(١) ،
فقلت: أما والله لئن رجعت لأقلنَّ عددها.
وشاهد ذلك في «الصحيح» ، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس»(٢) .
أو تكون الكثرة المدعو بها لأنس هي الكثرة من المواشي، وكذا من الزرع والغرس، الذي قال - صلى الله عليه وسلم - فيه -كما في «صحيح مسلم» وغيرِه- من حديث جابرٍ وغيرِه:«ما من مسلمٍ يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو بهيمة أو شيء -وفي لفظٍ: «أو طائر» - إلا كان له به صدقةً» (٣) . وذلك كان أكثر أموال الأنصار،
(١) أخرجه مطولاً البخاري في «الأدب المفرد « (٩٥٣) ، والطبراني في «الكبير» (١٨/٨٧٠) ، والحاكم (٣/٦١٢) ، والبغوي في «معجم الصحابة» (٥/٣ رقم ١٩٦١) ، والبيهقي في «الشعب» (٣٣٣٦) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٤/٥٨) من حديث الحسن البصري، عن قيس بن عاصم المنقري السعدي، وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٣/١٠٧) إلى الطبراني، وقال: «وفيه زياد الخصاص وفيه كلام وقد وثق» . قلت: كذا فيه «الخصاص» ! وصوابه «الجصاص» بفتح أوله وهو جيم، خلافاً لما في مطبوع «المعجم» وغيره، ضبطه ابن ناصر الدين في «التوضيح» (٢/٣٦٥) ، وترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/٤٧٤) ، وتكلم فيه غير واحد. وفي «مصنف عبد الرزاق» (٤/٣٠ رقم ٦٨٦٨) عن ابن جريج قال: «حُدثت أن رجلاً من بني نهدٍ قال:....» وذكر الحديث.
وأخرجه مختصراً -دون ذِكر موطن الشاهد-: أحمد (٥/٦١) ، والطيالسي (١٠٨٥) ، وابن سعد في «الطبقات» (٧/٣٦) ، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١١٦٣) ، والبزار في «مسنده» (١٣٧٨- زوائده) من طرق، عن قيس بن عاصم. (٢) أخرجه أحمد (٢/٣٦٨) ، ومسلم (٢٩٥٩) ، وابن حبان (٣٢٤٤، ٣٣٢٨) ، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/٣٢١) ، والبيهقي (٣/٣٦٨) ، وفي «الشعب» (٣٣٣٣) ، وابن عبد البرّ في «التمهيد» (٢/٥) من حديث أبي هريرة. (٣) أخرجه أحمد (٣/١٤٧، ٢٢٩) ، والبخاري (٢٣٢٠، ٦٠١٢) ، ومسلم (١٥٥٣) ، والترمذي (١٣٨٢) ، وأبو يعلى (٢٨٥١) ، والبيهقي (٦/١٣٧) ، والبغوي (١٦٤٩) من حديث أنس بن مالك.