الواو لغير أبي ذرّ من قوله:"ومعها"، وكذا هو في رواية ابن المبارك. انتهى (١).
(فَسَأَلتْنِي) شيئًا من الطعام (فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا، غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَهلْ مِنْهَا)؛ أي: من تلك التمرة (شَيْئًا) هكذا في رواية عروة، ووقع في رواية عِراك بن مالك، عن عائشة الآتية:"جاءتني مسكينة، تَحْمِل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فاعطت كل واحدة منهنّ تمرةً، ورفعت تمرة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها، فأعجبني شأنها. . ." الحديث، وللطبرانيّ من حديث الحسن بن عليّ نحوه.
ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة:"فلم تجد عندي غير تمرة واحدة"؛ أي: أخصّها بها، ويَحْتَمِل أنها لم يكن عندها في أول الحال سوى واحدة، فأعطتها، ثم وجدت ثنتين، ويَحْتَمِل تعدد القصة، قاله في "الفتح"(٢).
قال الجامع عفا الله عنه: احتمال تعدّد القصّة هو الأقرب عندي، والله تعالى أعلم.
(ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ)، وقوله:(وَابْنَتَاهَا) مرفوع بالعطف على الضمير المستتر في "خرجت"، وفيه العطف على الضمير المستتر بلا فاصل، وهو قليل، قال في "الخلاصة":
(فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا)؛ أي: قصّتها التي جرت مع ابنتيها في تلك التمرة، وفي الرواية التالية:"فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية الطيالسيّ في "مسنده": "قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ قلت: يا رسول الله الوالدة، ورحمتها، وأخبرته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ابتلي بشيء منهنّ، فأحسن صحبتهنّ، كنّ له سترًا من النار". (فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ ابْتُلِيَ) بالبناء