وقال في "الفتح": قوله: "قَبِلت" بفتح القاف، وكسر الموحّدة، من القَبول، كذا في معظم الروايات، ووقع عند الأصيليّ:"قَيَّلَت" بالتحتانية المشددة، وهو تصحيف. انتهى (٢).
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "قبلت" لَمْ يختلف رواة مسلم في هذا الحرف أنه بالباء الموحّدة، من القبول؛ أي: شربت الماء، فانتفعت به، وقيَّده بعض رواة البخاريّ:"قيَّلت" -باثنتين من تحتها-. وقال الأصيليّ: إنه تصحيف، وقال غيره: ليس كذلك، ومعناه: جَمَعَت، تقول العرب: تقيَّل الماءُ في الموضع المنخفض: إذا اجتمع فيه.
قال القرطبيّ: وهذا ليس بشيء؛ لأنَّه قد ذكر بعد هذا الطائفة الممسكة الماء، الجامعة له، فعلى ما قاله تكون الطائفتان واحدة، ويفسد معنى الخبر، والتشبيه، وقيل: يكون معنى قيّلت: شربت، قال: والقَيْل: شُرب نصف النهار، وقيّلت الإبلُ: إذا شربت قائلة.
قال: وهذا أيضًا ليس بشيء؛ لأنَّ مقصود الحديث لا يخصّ شرب القائلة من غيرها، والأظهر ما قاله الأصيليّ. انتهى (٣).
(فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ) بفتح الكاف، مهموزًا بلا مدّ، وقوله:(وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ)"الْعُشب" بضمّ، فسكون، من عَطْف الخاصّ على العامّ؛ لأنَّ الكلأ يُطلق على النبت الرطب واليابس معًا، والعشب للرطب فقط، قاله في "الفتح"(٤).
وقال في "العمدة": الكلأ بفتح الكاف، واللام، وفي آخره همزة، بلا مَدّ، قال الصغانيّ: الكلأ: العشب، وقد كَلِئت الأرضُ، فهي كليئة، ثم قال في باب العشب: العشب: الكلأ الرطب، ولا يقال له: حشيش حتى يَهِيج،
(١) "المصباح المنير" (٢/ ٤٨٨). (٢) "الفتح" ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩، كتاب "العلم" رقم (٧٩). (٣) "المفهم" ٦/ ٨٢. (٤) "الفتح" ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩، كتاب "العلم" رقم (٧٩).