وقد ورد بيان عددهم وكيفية دخولهم في حديث سهل بن سعد عند البخاري في كتاب الرقائق، ولفظه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون، أو سبع مئة ألف - لا يدري أبو حازم أيهما قال سهل - متماسكون آخذ بعضهم بعضًا لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر (ليلة البدر، ثم الذين يلونهم) أي: يكون الذين يلون الزمرة الأولى في الدخول يدخلون الجنة حالة كونهم (على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة) أي: على صورة أشد كوكب شبيه بالدر إضاءة في السماء؛ يعني: أن الزمرة التي تلي الأولى تكون في ضوئها وجمالها؛ كأكثر كوكب ضياء في السماء.
وقال الطيبي في "شرح المشكاة"(١٠/ ٢٣٨): أفرد المضاف إليه؛ يعني:(كوكب دري) ليفيد الاستغراق في النوع من الكوكب؛ يعني: إذا تقصيت كوكبًا كوكبًا .. رأيتهم كأشده إضاءة؛ والدري: هو المضيء المنير.
(لا يبولون ولا يتغوطون) أي: لا يخرج منهم البول ولا الغائط؛ وإنما لا تصدر ولا تخرج هذه الفضلات من أهل الجنة؛ لأنها أقذار مستخبثة، والجنة منزهة عن مثل ذلك، ولما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال .. لم تكن لها فضلة تستقذر، بل تستطاب وتستلذ، وهي التي عبر عنها بالمسك فيما بعد، بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه؛ كما في "الفتح".
(ولا يمتخطون) أي: ولا يخرج منهم المخاط؛ وهو ما يسيل من الأنف (ولا يتفلون) - بكسر الفاء وضمها - من بابي ضرب ونصر؛ أي: لا يبصقون؛