وسيأتي في فصل شهادة الأئمة لبشار كيف أخذ أبو العتاهية معنى بشار في إخفاء البكاء، فانظره هناك. ويأتي في ذلك الفصل قولُ علي بن يحيى بن أبي منصور:"ما عُرف بشارٌ بسرقة شعرٍ جاهليٍّ ولا إسلاميٍّ"، وذكر المعري في شرحه على ديوان المتنبي (معجزِ أحمد) أن المتنبي أخذ قوله في الخيل:
كان بشار يُعنى أن يصوغ كثيرًا من قصائده على طريقة النظم العربي القديم، سواء كان من جهة المعاني، فيذكر الأطلال والرسوم والغُدُر والمراعي إعجابًا
(١) كتاب الأغاني، ج ٣، ص ٢٠٩ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٩١ (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ١/ ٢، ص ٧٢. والبيت هو الثاني من قصيدة اثنين وأربعين بيتًا من بحر السريع، قالها بشار في النسيب بسُعدى، وقد ساقه الأصفهاني بلفظ "مخبَّأة" بدل "مخبرة". (٢) ديوان أبي نواس، ص ٣٧٩، وفيه: "عَرِّضَنْ" بدل "صَرِّحَنْ". (٣) البرقوقي: شرح ديوان المتنبي، ج ٣، ص ٢٢١. والبيت من قصيدة قالها يمدح سيف الدولة، وطالعها: لَيَالِيَّ بَعْدَ الظَّاعِنِينَ شُكُولُ ... طِوَالٌ وَلَيْلُ العَاشِقِينَ طَوِيلُ (٤) المعري، أبو العلاء: شرح ديوان أبي الطيب المتنبي: معجز أحمد، تحقيق عبد المجيد دياب (القاهرة: دار المعارف، ط ٢، ١٤١٣/ ١٩٩٢)، ج ٣، ص ٣٣٩. وبيت بشار هذا لم ينشده غير أبي العلاء الذي اعتمد المصنف في تحقيقه عليه. ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ٢٨ (الملحقات).