كتاب جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور

النابغة الذبياني وشعره - مكانته في الشعر - ج: 4 - ص: 1916

النبي - صلى الله عليه وسلم - في مدة الحارث، ثم وليهم جبلة بن الأيهم". اهـ. وفُتحت الشام في زمنه وأسلم (١).

وكان النابغةُ قد أسنَّ جدًّا، وترك قولَ الشعر، فمات وهو لا يقوله (٢). وتوفي النابغةُ قبل البعثة وقد أسن (٣). وانظرْ قولَه:

المَرْءُ يَأْمُلَ أَنْ يَعِيشَ ... وَطُولُ عَيْشٍ قَدْ يَضُرُّهْ (٤)

[مكانته في الشعر]

قال عمر بن الخطاب: "النابغة أشعر غطفان"، وقال أيضًا: "النابغةُ أشعر العرب". (٥) وقال ابن عباس وأبو الأسود مثلَه (٦). وهو من الطبقة الأولى من المقدَّمين على سائر الشعراء (٧). قال ابن قتيبة: "نبغ النابغة في الشعر بعد ما احتنك" (٨) (أي اكتهل، وكانوا يديرون شيئًا من العمامة تحت الحنك، فيقال للرجل حينئذ محنك). وتقدم قولُ النويري أن ذلك سبب تلقيبه بالنابغة. وفي جمهرة أشعار العرب: "كان النابغة قد أسنَّ جدًّا فترك قول الشعر فمات وهو لا يقوله". (٩)

---

(١) يعني جبلة بن الأيهم.
(٢) ص ٢٨٧ جزء ١ خزانة الأدب. - المصنف. لم أجد هذا في "خزانة الأدب" للبغدادي بتحقيق عبد السلام هارون.
(٣) توفي النابغة نحو سنة ٦٠٤ م قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحوالي ثمانية عشر سنة.
(٤) ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ص ٧٧؛ ديوان النابغة الذبياني، ص ١٥٦.
(٥) انظر: الجمحي: طبقات الشعراء، ص ٤٣؛ ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ص ٧٦؛ الأصفهاني: الأغاني، ج ٤/ ١١، ص ٢٤٣ - ٢٤٤ (نشرة الحسين). - المحقق.
(٦) الأصفهاني: الأغاني، ج ٤/ ١١، ص ٢٤٤ (نشرة الحسين)؛ العباسي: معاهد التنصيص، ج ١، ص ١١٢.
(٧) الأغاني ص ١٦٢ جزء ٩. - المصنف.
(٨) ص ٢٠ كتاب الشعراء. - المصنف.
(٩) ص ٢٩ جمهرة. - المصنف.