كما سيأتي، ثم سكن بغداد. وتوُفِّيَ في بغداد سنة سبع، وقيل: ثمان وستين ومائة، على ما حققه الخطيب في تاريخ بغداد (١). وقيل: سنة ست وستين ومائة؛ قاله ابن الأثير في الكامل، ولا يصح (٢).
وشاخ حتى ابيضَّ رأسُه ولحيته، قيل: نيف على التسعين (بتقديم التاء) وقيل على السبعين (بتقديم السين)، والأول تحريف من قلم الناسخ. ثم لا شك أن بشارًا حين تُوُفِّيَ تجاوز السبعين، يشهد لذلك قولُه في قصيدته التي طالعها:"أبَاهلَ إنِّي للحروب عدَادُ"، وهي في هجاء أبي هشام الباهلي، فقال فيها:
فلا شك أن يكون ابتداء كيده بعد بلوغ عشر سنين. ومهاجاته لأبي هشام الباهلي كانت في عصر المهدي العباسي، كما يدل عليه قولُه في قصيدته التي هجا بها أبا هشام الباهلي التي طالعها:"أباهلَ إنِّي حِينَ لَاحَ قَتِيرِي"؛ إذ يقول في إعراضه عن فُحش القول:
ومعروفٌ أن الذي نهاه هو المهدي. ومما يزيد تحديدَ عمر بشار ضبطًا أنه مدحَ المهدي سنة ثلاث من خلافته - أعني سنة إحدى ومائة - بالقصيدة التي قال فيها (على رواية الأغاني):
(١) الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام، ج ٧، ص ٦١٧. (٢) ابن الأثير الجزري: الكامل في التاريخ، ج ٥، ص ٢٥٤. (٣) ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٣، ص ١٠٢ (والقصيدة من بحر الطويل). (٤) ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٣، ص ٢٤١ (والقصيدة من بحر الطويل). (٥) الموجود في الديوان "من وزر سبعين حجة"، ورواية الأصفهاني أصح، ويعضدها البيت الذي من القصيدة الدالية. - المصنف. الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ٢٢٠ (نشرة القاهرة)؛ =