فإنه شبه نفسه بالبعير المكوي لمرض غيره؛ لأن ذلك هو المقصود، كما شبه المريضَ بذي العير. وكلا المشبهين مفرد، والمشبه به الهيئة، وتركبُ الطرفين معًا يستلزم تركبَ وجه الشبه.
ويسمى بالتشبيه البليغ ما حُذفت أداتُه، فصار المشبه به خبرًا عن المشبه نحو "وجهك البدر" في قول:
(١) ديوان النابغة الذبياني، ص ٣٧ (نشرة محمد أبو الفضل إبراهيم) وص ١٦٨ (نشرة ابن عاشور). والبيت من قصيدة من بحر البسيط قالها الشاعر يمدح النعمان بن المنذر ويهجو مُرةَ بن ربيعة. (٢) استشهد به ابن هشام ولم ينسبه لأحد. مغني اللبيب، ج ١، ص ١٣١. (٣) البيت من قصيدة يمدح فيها بدر بن عمار. البرقوقي: شرح ديوان المتنبي، ج ٣، ص ٣٤٠. (٤) البيت لابن خفاجة الأندلسي، وهو الأخير من مقطوعة من ستة أبيات من بحر الكامل، أولها: لله نَهْرٌ سَالَ فِي بَطْحَاء ... أَشْهَى وُرُودًا مِنْ لمَى الحَسْنَاء ديوان ابن جفاجة الأندلسي، تحقيق عبد الله سنده (بيروت: دار المعرفة، ط ١، ١٤٢٧/ ٢٠٠٦)، ص ١٣ - ١٤.