وأصل المسند التأخير عن المسند إليه. وقد يقدم ليفيد تقديمُه قصرَ المسند إليه على المسند نحو:{لَا فِيهَا غَوْلٌ}[الصافات: ٤٧]، أي أن عدم الغَوْل مقصورٌ على الكون في خمر الجنة، وسيأتي في القصر. وقد شاع عند العرب تقديمُ أسماء الأعداد عند قصد جمع أشياء ليفيد التقديم تشويقًا للمعدود نحو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: الإمام العادل. . ." إلخ (٣)، ونحو:"كلمتان حبيبتان إلى الرحمن" الحديث (٤). ونحو قول محمد بن وُهَيب في مدح المعتصم العباسي:
(١) البيتان من المعلقة. ديوان طرفة بن العبد، ص ٣٣ (وفيه: "اللائمي" بدل "الزاجري"). القرشي: جمهرة أشعار العرب، ص ٢٠٤ (وهو كما ذكر المصنف هنا). (٢) البيت من قصيدة رُوي عن المفضل الضبي أنها إحدى المعلقات السبع، وهي من البحر البسيط. القرشي: جمهرة أشعار العرب، ص ١٥١؛ ديوان النابغة الذبياني، ص ٢٠٣ (نشرة محمد أبو الفضل إبراهيم) وص ١٤٩ (نشرة ابن عاشور). وفي رواية أبي زيد القرشي: "هيجني" بدل "ذكرني"، و "إن تَغَرَّبْتُ" بدل "وَلَوْ تَرَحَّلْتُ"، وفي الديوان بنشرتيه بلفظ: "تَعزَّيْتُ عنها". (٣) صحيح البخاري، "كتاب الأذان"، الحديث ٦٦٠، ص ١٠٧؛ "كتاب الزكاة"، الحديث ١٤٢٣، ص ٢٣٠؛ "كتاب الحدود"، الحديث ٦٨٠٦، ص ١١٧٣؛ صحيح مسلم، "كتاب الزكاة"، الحديث ١٠٣١، ص ٣٧٠؛ سنن الترمذي، "كتاب الزهد"، الحديث ٢٣٩١، ص ٥٦٩. (٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". صحيح البخاري، "كتاب الدعوات"، الحديث ٦٤٠٦، ص ١١١٢؛ "كتاب الأيمان والنذور"، الحديث ٦٦٨٢، ص ١١٥٤؛ "كتاب التوحيد"، الحديث ٧٥٦٣، ص ١٣٠٥.