وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا: الكلام حروف متسقة، وأصوات متقطعة. وقالت العرب: الكلام: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، فالاسم مثل: زيد، وحامد، والفعل مثل: جاء، وذهب، وقام، وقعد، والحرف الذي يجئ لمعنى مثل: هل، وبل، وما شاكل ذلك. فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً) (١) اهـ.
وقال قوام السنة أبو القاسم التيمي الأصبهاني:(وقد أجمع أهل العربية أن ما عدا الحروف والأصوات ليس بكلام حقيقة)(٢) اهـ.
وقال تعالى:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} التوبة٦. ومعلوم أن السامع إنما يسمع حرفاً وصوتاً.
والقرآن كلام الله تبارك وتعالى، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سور وآي وحروف فقال:(من قرأ سورة الإخلاص .. ) الحديث، (ومن قرأ آية الكرسي) الحديث، و (من قرأ حرفاً من القرآن) الحديث.
وقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه بالنداء فقال:{وإذ نادى ربك موسى} الشعراء١٠.
(١) رسالة السجزي إلى أهل زبيد (ص٨١). (٢) الحجة في بيان المحجة (١/ ٣٩٩).