الذكر عبادة من أجلّ العبادات، وهي روح العبادات كلها، فلا حرج علي العابد أن يكثر منه، فلا جد لأكثره، فقد قال الله جلّ وعلا:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}[الأحزاب: ٤١]. وعيرّ المنافقين بقوله:{وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء: ١٤٢].
وأخرج الترمذي وابن ماجه (١) بسند لا بأس به: عن عبد الله بن بُسر (٢) - رضي الله عنه -، أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا من
(١) الترمذي (رقم: ٣٣٧٥) وقال: قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وابن ماجه (رقم: ٣٧٩٣). وأخرجه أحمد (رقم: ١٧٧١٦) وابن أبى شيبة (رقم: ٢٩٤٥٣) وابن حبان (رقم ٨١٤) والحاكم (رقم: ١٨٢٢) وقال: صحيح الإسناد. (٢) هو: عبيد الله بن بسر، شامي من أهل حمص. روى عن أبي إمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنه صفوان بن عمرو، ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» قال الترمذي: ولعله أن يكون أخا عبد الله بن بسر، ذكر أبو موسى المديني في ذيل الصحابة عبيد الله بن بسر أخو عبد الله بن بسر. انظر: تهذيب التهذيب ٧/ ٤ - ٥، وتهذيب الكمال ١٩/ ١٣، وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٥٤٣٦، وثقات ابن حبان ٥/ ٦٦.