وقال في بدائع الصنائع:(١) لأن المخافتة أصل في الأذكار والجهر بها بدعة. ا. هـ.
فائدة: أخرج البخاري (٢) في باب: قراءة فاتحة الكتاب في صلاة الجنازة، من طريق سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنه - على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: ليعلموا أنها سنة.
فائدة أخرى: سئل شيخنا ابن باز (٣) - رحمه الله - عن جهره عليه الصلاة والسلام بالقراءة في ركعتي الطواف مع أنها بالنهار: فقال لتعليم الصحابة مثل ما جهر ابن عباس بالفاتحة. ا. هـ.
ومما يجلي الأمر من السنة تشبيه الجهر بالقرآن؛ كالجهر بالصدقة فقد أخرج أحمد (٤) وغيره (٥): من طريق بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - (٦)، قال:
(١) بدائع الصنائع ١/ ٢٠٤. (٢) البخاري (رقم: ١٣٣٥). (٣) مسائل ابن باز لعبد الله بن مانع ١/ ٤٢٥. (٤) أحمد (رقم: ١٧٣٦٨) قال أبو عبد الرحمن- ابن الإمام أحمد-: قال أبي: كان حماد بن خالد حافظًا، وكان يحدثنا، وكان يخيط، كتبت عنه أنا ويحيى بن معين. (٥) أخرجه الترمذي (رقم: ٢٩١٩) وقال: حسن غريب. وأبو داود (رقم: ١٣٣٥) والنسائي (رقم: ٢٣٤٢) وابن حبان (رقم: ٧٣٤) والطبراني في الشاميين (رقم: ١١٦٤) والبيهقي (رقم: ٤٤٨٨) والديلمي (رقم: ٢٦٢٣). (٦) هو عقبة بن عامر بن عيسى الجهني، يكنى أبا حماد. وقيل غير ذلك. كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفقه، قديم الهجرة والسابقة والصحبة. وهو أحد من جمع القرآن. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمر، وروى عنه أبو أمامة وابن عباس وقيس بن أبي حازم وآخرون. ولي إمرة مصر من قبل معاوية سنة ٤٤ هـ. انظر: تهذيب التهذيب ٧/ ٢٤٢ والاستيعاب ٣/ ١٠٧٣.