الشيء من غير أن يستحق الكراهة، وبطر الحق: أن يتكبر عنه فلا يقبله، كفرح، وفي (مجمع البحار)(١): الكبر بطر الحق، وهو أن يجعل ما جعله اللَّه حقًّا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقًّا، أو لا يقبله ويدفعه.
وقوله:(وغمط الناس) في (القاموس)(٢): غمط الناس كضرب وسمع: استحقرهم، وقد جاء في الحديث:(الكبر أن تُسَفِّهَ الحقَّ وتَغْمِطَ الناسَ)(٣)، الغمط: الاستهانة والاستحقار، وهو كالغمص، كذا في (النهاية)(٤).
٥١٠٩ - [٦](أبو هريرة) قوله: (لا يكلمهم اللَّه) عبارة عن غضبه، وكذلك قوله:(ولا ينظر إليهم)، فإن من سخط على غيره واستهان به أعرض عنه وعن التكلم معه والالتفات نحوه، كما أن من اعتد بغيره يقاوله ويكثر النظر إليه.
وقوله:(ولا يزكيهم) معناه: لا يثني عليهم، من زكى نفسه: إذا وصفها وأثنى عليها، والزكاة: المدح، كذا في (النهاية)(٥)، وفي بعض الحواشي معناه: لا يطهرهم من دنس ذنوبهم، والزكاة تجيء بمعنى التطهير.
(١) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ١٩١). (٢) "القاموس المحيط" (ص: ٦٢٦). (٣) أخرجه معمر بن راشد في "جامعه" (٢٠٥٢٠). (٤) "النهاية" (٣/ ٣٨٧). (٥) "النهاية" (٢/ ٣٠٧).