وقد نقل جماعة من أهل العلم إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة:
- قال مجاهد بن جبر: قلت لجابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: ما كان يَفْرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:«الصلاة»(١).
وقوله:«عندكم» أي: عند الصحابة - رضي الله عنهم -.
- وقال عبد الله بن شقيق:«لم يكن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة»(٢).
- وقال الحسن البصري: بلغني أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون:«بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر»(٣).
- وقال أيوب السختياني:«ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه»(٤).
وسبب تكفير الصحابة لتارك الصلاة ظهور النصوص الدالة على ذلك ولأنه لا يمكن أن يوجد في القلب إيمان بلا عمل، قال شيخ الإسلام: «ثم القلب هو الأصل فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:
(١) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٨٧٧) رقم (٨٩٣). (٢) أخرجه الترمذي في سننه (٥/ ١٤) رقم (٢٦٢٢)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٩٠٤) رقم (٩٤٨)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ١٧٢) رقم (٣٠٤٤٦)، وأبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٤٤) رقم (١٣٧٨). (٣) أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٤٢) رقم (١٣٧٢)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢/ ٦٧٣) رقم (٨٧٧)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٤/ ٩١٠) رقم (١٥٣٩). (٤) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٩٢٥) رقم (٩٧٨).