وكتابُ الغاية كتاب معتمد في المذهب، ومحكم، وُفِّقَ الشيخُ مرعي - رحمه الله تعالى - في الجمع بين الكتابين بطريقة غير مخلة، وقد تقيد بعبارات " المنتهى " في الغالب، ومال معه كثيرا في الخلاف بينه وبين " الإقناع "، وزاد على مسائل " المنتهى" مسائل من " الإقناع "، مع بعض النقولات التي ذكرها لشيخ الإسلام من " الإقناع" أيضا، وكان - رحمه الله - موفقا كثيرا في اتجاهاته، إذ أنه أبدع في اختيارها ووضعها في مواضع مناسبة يُحتاج إليها في تلك المواضع، بطريقة فائقة، فجزاه المولى جزيل النعم والأجر.
[الفرع الثاني: شروحه]
[١ - "مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى "]
للشيخ مصطفى بن سعد السيوطي، الرحيباني (ت ١٢٤٣ هـ) وقيل سنة (١٢٤٠ هـ) وهو الشرح الكامل الوحيد له، وقد جمع في شرحه ما قاله البهوتي في شرحه على " المنتهى " و " الإقناع" ملتزما لذلك في الغالب، ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل له تحريرات وبحوث جيدة (١)، ونقولات عن " التنقيح " و" الإقناع" و" المنتهى"، وتنبيهات على ما لم ينبه عليه صاحب الغاية من الخلاف بين " الإقناع" و" المنتهى" واستدراك عليه أيضاً في بعض ذلك، وأما في اتجاهات الشيخ مرعي ففي حلَّه لكثير منها نظر ظاهر، وقد تعقبه الشيخ الشطي.
[٢ - "بغية أولي النهى شرح غاية المنتهى "]
لابن العماد صاحب الشذرات أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد العُكري ت سنة (١٠٨٩ هـ) حرره تحريراً أنيقا، قال ابن بدران:"شرحه شرحاً لطيفا، دل على فقهه وجودة قلمه، لكنه لم يتمه "(٢)، ثم أكمله الشيخ إسماعيل بن عبد الكريم الجراعي (ت ١٢٠٢ هـ)، أكمل به شرح ابن العماد، من باب
(١) انظر: بحثه في حكم الدخان وانتهى إلى كراهته موافقة للشيخ البهوتي خلافا للشيخ مرعي الذي يرى إباحته من غير كراهة مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ٦/ ٢١٧. (٢) انظر: المدخل لابن بدران ٢٣٩.