(وقد تساوى إى معنى واستعمالاً) - فتكون حرف تصديق، وإنما تستعمل مع القسم نحو: كلَّا، والله، بمعنى: إى والله؛ وهذا قاله عبد الله بن محمد الباهليّ، ونحوه قول النضر ابن شميل: إنها تكون بمعنى نعم.
(ولا تكون لمجرد الاستفتاح، خلافاً لبعضهم) - قال أبو حاتم: كلَّا ردٌّ للكلام الأول، وتكون بمعنى ألا الاستفتاحية؛ قال ذلك الزجاج وغيره، وقال أبو على بن أبي الأحوص: تكون كلّا بمنزلة لا، ردّاً لما قبلها، ويُبتدأ بما بعدها، ويوقف عليها، نحو قوله تعالى:{أم اتخذ عند الرحمن عهداً كلَّا}؛ قال: وعدتها أربعة عشر موضعا في القرآن؛ أعني التي تكون كذلك؛ وهذا قول الأكثرين من أهل الأدب والعربية، وأهل المعاني والتفسير؛ قال: وأجاز أبو حاتم أن تكون في تلك المواضع كلها بمعنى ألا، وبمعنى حقا؛ فيكون الوقف على ما قبل كلا، والابتداء بها؛ وهو قول غيره من المفسرين.
(وأمَّا: حرف تفصيل) - نحو:{فأمَّا مَنْ أعطى واتقى} ثم قال: {وأمَّا من بخل .... } وهو كثير؛ لكن لا يلزمها