وَأَحْمَد، وأبو يعلى في مسنديهما (١) من طريق عبد الله بن مُحَمَّد بن عَقيل، أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول:"بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرًا، ثُمَّ شددت رحلي فسرتُ إليه شهرًا حَتَّى قدمتُ الشام، فإذا عبد الله بن أُنَيْس فقلت للبواب: قل له: جابر عَلى الباب، فَقَالَ: ابن عبد الله؟ قُلْت: نعم، فخرج فاعتنقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه، فَقَالَ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يَحشر الله الناس يوم القيامة عراة. . . .". فذكر الحديث.
وله طريق أخرى أخرجها الطبراني [١٣٧ / أ] في مسند الشاميين، وتَمَّام في فوائده (٢) من طريق الحجاج بن دينار، عن مُحَمَّد [بن](٣) المنكدر، عن جابر قَالَ: "كَانَ يبلغني عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حديث في القصاص، وَكَانَ صاحب الحديث بمصر، فاشتريتُ بعيرًا، فسرتُ حَتَّى دخلتُ مصر، فقصدتُ إلَى باب الرجل. . . فذكر نحوه، وإسناده صالح.
وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب (٤) من طريق أبي الجارود العَنْسي -وهو بالنون الساكنة- عن جابر قَالَ:"بلغني حديث في القِصَاص. ." فذكر الحديث نحوه، وفي إسناده ضعف.
وادعى بعض المتأخرين أن هذا ينقض قاعدة مشهورة: أن البُخَاريّ حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحًا، وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة؛ لأنه علقه بالجزم هنا ثُمَّ أخرج طرفًا من متنه في كتاب التوحيد (٥) بصيغة التمريض، فَقَالَ:"ويُذكر عن جابر، عن عبد الله بن أُنَيْس قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت. ." الحديث.
(١) أخرجه الإمام أَحْمَد في "مسنده" (٣/ ٤٩٥)، ولَم نقف عليه في مطبوع "مسند أبي يعلى"، فالله أعلم. (٢) "مسند الشاميين" (١/ ١٠٤)، و"الفوائد" لتمام (١/ ٣٦٤). (٣) زيادة من "الفتح". (٤) أخرجها الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (ذكر من رحل في حديث واحد من الصحابة الأكرمين) (ص ١١٥)، وفيه: "العبسي" بالباء بدل: "العنسي". (٥) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالَى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ، . . .}) تعليقًا.