كتاب الخلافيات - البيهقي - ت النحال

كتاب الجراح - مسألة (٥٠٤): وعلى شريك الأب القصاص في قتل الولد عمدا - ج: 6 - ص: 556

فَبِهَذَا وَمَا يُشْبِهُهُ (١) وَجَبَ الْقِصَاصُ فِي قَتْلِ الْعَمْدِ عَلَى الْقَاتِلِينَ مَنْ كَانُوا، فَوَرَدَ الدَّلِيلُ بِتَخْصِيصِ الْأَبِ بِسُقُوطِ الْقِصَاصِ عَنْهُ، فَخَصَّصْنَاهُ بِالدَّلِيلِ، وَبَقِيَ وُجُوبُ الْقِصَاصِ عَلَى سَائِرِهِمْ (٢).

[٤٨٢٦] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ (٣)، عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي [ابْنَ] (٤) الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (٥)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ: نُحِلَتْ (٦) لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ (٧) جَارِيَةٌ، فَأَصَابَ مِنْهَا ابْنًا، وَكَانَ يَسْتَخْدِمُهَا، فَلَمَّا شَبَّ (٨) الْغُلَامُ، دَعَاهَا يَوْمًا فقَالَ: اصْنَعِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا تَأْتِيكَ، حَتَّى مَتَى تَسْتَأْمِي أُمِّي؟ فَغَضِبَ، فَحَذَفَهُ بِسَيْفِهِ، فَأَصَابَ رِجْلَهُ، فَنُزِفَ (٩) الْغُلَامُ فَمَاتَ، فَانْطَلَقَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَنْتَ الَّذِي قَتَلْتَ ابْنَكَ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يُقَادُ الْأَبُ مِنِ ابْنِهِ" لَقَتَلْتُكَ،

---

(١) في النسخ: "يشبه"، والمثبت من المختصر.
(٢) في النسخ: "سائره"، والمثبت من السابق.
(٣) في النسخ: "عمرو بن قيس"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (١٦/ ١٠٢). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٠٣).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من المصدر السابق.
(٥) زاد في (م): "عن جده".
(٦) كذا، أو بإسناد الفعل إلى المتكلم، وهو عبد الله بن عمرو، فيكون هو مَن نَحل الرجلَ.
(٧) في النسخ: "مدج"، والمثبت من المصدر السابق.
(٨) في النسخ: "يشب"، والمثبت المصدر السابق.
(٩) قوله: "فنزف" ليس في (م). والمعنى أنه سال منه دم كثير.