وهذا النوع الأول نجده كثيرا في استنباطات السمعاني ومن الأمثلة على ذلك:
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[البقرة ١٧٨].
قال السمعاني - رحمه الله -: " وظاهره يقتضي أن أخوة الدين لا تنقطع بين القاتل والمقتول، حيث قال: من أخيه، وهو الذي نقول به ". (١)
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة ٢٨٦].
قال السمعاني - رحمه الله -: " في هذا دليل على أن الله تعالى يجوز أن يحمل العباد مالا يطيقونه". (٢)
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل ١٢٣].
قال السمعاني - رحمه الله -: " قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} هذا دليل على أنه يجوز للفاضل أن يتبع المفضول ". (٣)
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}[الكهف ٧٩].
(١) انظر: تفسير السمعاني (١/ ١٧٤)، والاستنباط رقم (١٥). (٢) انظر: تفسير السمعاني (١/ ٢٨٩)، والاستنباط رقم (٢٧). (٣) انظر: تفسير السمعاني (٣/ ٢٠٩)، والاستنباط رقم (٧٧).