وإن القوم ليعرفون ما أعرف، وإن صفتك ونعتك لمبيَّنٌ في التوراة، ولكنهم حسدوك. قال:"فما يمنعُكَ أنتَ؟ "، قال: أكره خلافَ قومي، وعسى أن يتّبعوك، ويُسلموا فأُسلم (١).
وعن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، قال: كان الزبير بن باطا - وكان أعلم اليهود - يقول: وجدت سِفرًا، كان أبي يختمه عليّ، فيه ذكر أحمد، نبيٌّ صفته كذا وكذا، فحدّث به الزبير بعد أبيه، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يُبعَث، فما هو إلا أن سمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد خرج بمكة، فعمد إلى ذلك السفر، فمحاه، وكتمَ شأنَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ليس به شيء (٢).
* * *
[* ذكر معجزاته - صلى الله عليه وسلم - *]
فمن أفضل معجزاته - صلى الله عليه وسلم -: القرآن الكريم، الذي أعجزَ الفصحاءَ، وأخرسَ البلغاءَ.
* ومنها: انشقاق الصدر والتئامه.
* ومنها: انشقاق القمر له فرقتين، حين سألته قريش آية، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اشهدوا"(٣)، وأنزل الله تعالى:
(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٤٦)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ١٥٩). (٣) رواه البخاري (٤٥٨٣)، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.