ومعنى الآية يتبين بما قبلها، وهي قوله: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ (المؤمنون: ١١٦)، فإنه سبحانه لما قرر أنه الملك الحق لا إله إلا هو، قال بعدها أن من ادعى إلها آخر فقد ادعى باطلاً لا برهان له فيه، وكل ما لا برهان فيه لا يجوز إثباته، ثم ذكر أن من قال بذلك فجزاؤه العقاب العظيم بقوله: ﴿فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (المؤمنون: ١١٧)، قال بعض المفسرين (١): «إِنَّ عِقَابَهُ بَلَغَ إِلَى حَيْثُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى حِسَابِهِ إِلَّا اللَّه تَعَالَى»(٢).
(١) القائل هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن التيمي الرازي، الملقب بفخر الدين، ولد في الري بطبرستان، أخذ العلم عن كبار علماء عصره، ومنهم والده، حتى برع في علوم شتى واشتهر، وكان عالمًا في التفسير وعلم الكلام والفلك والفلسفة وعلم الأصول وفي غيرها، له مؤلفات عدة، غير أنه كان على مذهب المعتزلة، بل من رؤوسهم، توفي سنة (٦٠٦ هـ)، واختُلف في سبب وفاته، وقيل مات مسموماً. (٢) انظر: «مفاتيح الغيب» للرازي (٢٣/ ٣٠٠).