وَكَانَ أَبُو جاد ملك مَكَّة وَمَا والاها من تهامة، وَكَانَ هواز وحطي ملكي وج، وَهُوَ الطائف. وكان سعفص وقريشات ملكي مدين، ثم خلفهم كلمون، وكان عذاب يوم الظلة في ملكه، فقالت حالفة بنت كلمون- وفي رواية: أخت كلمون- ترثيه [٢] :
كلمون هد ركني ... هلكه وسط المحلة
سيد القوم أتاه ... الحتف نارا وسط ظله
كويت نارا فأضحت ... دارهم كالمضمحلة
ثم إن شعيبا مكث في أصحاب الأيكة باقي عمره يدعوهم إلى الله سبحانه ويأمرهم بطاعته وتوحيده والإيمان بكتابه ورسله، فما زادهم دعاؤه إلا طغيانا، ثم سلط عليهم الحر. فجائز أَن تكون الأمتان اتفقتا فِي التعذيب.
وَقَدْ قَالَ قَتَادَة: أما أَهْل مدين فأخذتهم الصيحة، وَأَمَّا أَصْحَاب الأيكة، فسلط عليهم الحرّ سبعة أَيَّام، ثُمَّ بعث اللَّه عَلَيْهِم نارا فأكلتهم، فذلك عذاب يَوْم الظلة.