الملوك ما كان، أوى إلى إشبيلية أوحش حالا من الليل وأعثر [١] انفرادا من سهيل، وتبلّغ بالوراقة، وله منها جانب، وبها بصر ثاقب، فانتحلها على كساد سوقها، وخلو [٢] طريقها، وفيها يقول:
أمّا الوارقة فهي أنكد [٣] حرفة ... أوراقها وثمارها الحرمان
تقضي على المهجات منه صعدة ... متألّق فيها سنان أزرق
وأورد له صاحب [كتاب]«الحديقة» :
أسنى ليالي الدّهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكأس من أعمالي
فرّقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال
وله في الزهد:
يا من يصيخ إلى داعي السّفاه [٧] وقد ... نادى به النّاعيان: الشّيب والكبر
[١] كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «وأعثر» وفي «وفيات الأعيان» : «وأكثر» . [٢] في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «وخلق» والتصحيح من «وفيات الأعيان» . [٣] في «وفيات الأعيان» : «أيكة» . [٤] في «وفيات الأعيان» : «رقّت» . [٥] في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «في أطرافه» وفي «وفيات الأعيان» : «في أطواقه» وهو ما أثبته. [٦] في «وفيات الأعيان» : «بآفاق» . [٧] في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «السقاة» والمثبت من «وفيات الأعيان» .