هذه الآية أدل دليل على شجاعة الصديق وجراءته فإن الشجاعة والجرأة حدهما ثبوت القلب عند حلول المصائب ولا مصيبة أعظم من موت النبي ﷺ: .. فظهرت عنده شجاعته وعلمه قال الناس: لم يمت رسول الله ﷺ واضطرب الأمر فكشفه الصديق بهذه الآية حين قدومه من مسكنه بالسنح الحديث؛ كذا في البخاري. [٤/ ٢١٨]
(٤٠٧) لم أُخر دفن رسول الله ﷺ؟
الجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: ما ذكرناه من عدم اتفاقهم على موته.
الثاني: لأنهم لا يعلمون حيث يدفنونه قال قوم في البقيع وقال آخرون في المسجد وقال قوم: يحبس حتى يحمل إلى أبيه إبراهيم حتى قال العالم الأكبر -أبو بكر الصديق ﵁ سمعته يقول:«ما دفن نبي إلا حيث يموت» ذكره ابن ماجه والموطأ وغيرهما.
الثالث: أنهم اشتغلوا بالخلاف الذي وقع بين المهاجرين والأنصار في البيعة فنظروا فيها حتى استتب الأمر وانتظم الشمل واستوثقت الحال واستقرت الخلافة في نصابها فبايعوا أبا بكر ثم بايعوه من الغد بيعة أخرى عن ملأ منهم ورضا؛ فكشف الله به الكربة من أهل الردة وقام به الدين